مهاجم ستوك سيتي مامادي يعترف: كنت أبيع المخدراترغم ان الابتسامة لا تفارق محيا مهاجم نادي ستوك سيتي الإنجليزي مامادي سيديب - والذي سجل هدف الفوز على نادي ويست بروميتش في آخر مباراة للفريق - إلا أنها تلاشت عندما عاد اللاعب بذاكرته إلى السنوات التي ترعرع فيها في ضاحية بانيو الباريسية الفقيرة.
حاول والده سليمان منعه بالقوة من الانجراف وراء أصدقاء السوء ودخول عالم الجريمة والمخدرات لكن محاولاته ذهبت أدراج الرياح عندما اكتشف أن ابنه يبيع السموم في الشوارع، ويعلق مامادي بالقول: “كان وسطا سيئا بالفعل، الكثير من اصدقائي دخلوا السجن وبعضهم مات وكانوا لا يفعلون شيئا في حياتهم سوى بيع المخدرات. فقدت أفضل أربعة أصدقاء اما بسبب الحوادث أو بسبب شجار العصابات حتى أن آخرهم توفي قبل اسبوع وقد وجدوه مخنوقا بحقيبة حول عنقه ولم يعرف أحد ما حدث معه بالفعل.
من الطبيعي أن ينجرف المراهق في وسط كهذا إلى ما يفعله أقرانه الذين يتباهون بالمال بينما تكون جيوبه خالية. المشوار يبدأ عندما تريد أن تصبح مثلهم لذلك تبدأ بارتكاب الأخطاء. بدأت ببيع المخدرات لكنني لم أستمر طويلا في هذا الطريق لأنني كنت أخاف من أبي كثيرا وكنت أرتعب من مجرد فكرة مرور الشرطة بمنزلنا وكان والدي يراقب تصرفاتي وعندما يراني مع أحد رفاق السوء يضربني ويركلني برجله عندما أعود للمنزل. كنت غاضبا منه جدا حينها لكنني اليوم أتفهم ما كان يفعله. كنت محظوظا وكان قاسيا علي ولولاه لأصبحت مثلهم”.
لعب الوالد دورا كبيرا في حياة مامادي وقد غرس في نفسه قيمة العمل وحب النظام وساعده في البقاء بعيدا عن قضبان السجن. هاجر الأب من مالي إلى باريس وعمل في ترميم المباني ثم جلب أسرته لذا ترك مامادي قريته كريمس مع شقيقتيه بسن الثانية وأقامت الأسرة مع أقرباء لهم فترة من الزمن حتى انتقلت إلى شقة متهالكة في ضواحي العاصمة الفرنسية. مامادي اليوم في ال28 من العمر وهو يرسل كل شهر قوت أسرته المقيمة في فرنسا علاوة على جدته وأعمامه في مالي. يقول مامادي: “ازداد عدد أفراد أسرتي بعد زواج أبي بثانية، نحن مسلمون وديننا يبيح الزواج بأخرى. تزوج أبي مرة ثانية بعد انتقالنا إلى فرنسا من امرأة في مالي وبدت الحياة طبيعية لأنني كنت صغير السن. أحترم أبي كثيرا لأنه انسان عصامي تحمل مسؤولية أسرته ولم يكن يعيل أسرته فقط بل يرسل المال إلى أقاربه في مالي، وأنا اليوم أقوم بما كان يقوم به في الماضي وسعيد بذلك”. يقيم اليوم مامادي في انجلترا مع زوجته بينيتا وابنه الذي أسماه سليمان على اسم والده ويحرص اللاعب أن يشارك في حملة “انضم إلى الصحة” التي تشجع الأطفال والكبار على حد سواء على ممارسة جميع أنواع الرياضة من خلال تجميع المشتركين في لعبة ما نقاطا يحصلون بعدها على جوائز.
لعب مامادي في صباه في نادي باريس شارينتون وهو من الفرق المغمورة في فرنسا مع لاعب يعمل كوكيل لاعبين نصحه باللحاق بالدوري الإنجليزي لأن بنيته قوية وتناسب ايقاع الكرة الإنجليزية. لعب مع سوانسا ثم جيلينجهام ليلتحق بستوك سيتي في صيف 2005. طول قامته وضخامة بدنه أهلاه لنيل لقب “بيغ ماما” في كتيبة توني بولس لكن الأخير طرد من تدريب الفريق بعد اسبوع ووجد مامادي نفسه قريبا من باب الخروج: “فكرت في نفسي وقلت لماذا يجب علي البقاء هنا بعد رحيل المدرب الذي اختارني؟ كان واتفورد وريدينغ يرغبان في التعاقد معي لذا ذهبت مع وكيل أعمالي لمقابلة المدير الفني لستوك سيتي جون رودج الذي أكد لي رغبة الفريق في بقائي”. عاد المدرب بولس في العام التالي ليجد من اختاره قد نضج وتطور أداؤه ويعلق مامادي: “الكرة في الدوري تحب الطيران طيلة المباراة ورغم أن بقية الفرق لا تحب اسلوبنا في اللعب إلا أنه يؤتي ثماره”.
تعرض مامادي سيديب إلى ضرب مبرح من قبل المشجعين أثناء مشاركته مع منتخب بلاده في بطولة كأس إفريقيا قبل 13 شهرا، وقد أنقذه زملاؤه بسحبه عبر نفق اللاعبين وأسرعوا به إلى المستشفى “حتى عندما وصلت إلى المشفى كنت أتوقع أن أفقد كل دمي وأموت، كانت أسوأ لحظة مررت بها في حياتي. فكرت في ترك اللعب الدولي بعد ما حدث في توجو لكنني عدت وقلت لنفسي اذا أردنا رؤية فريق من إفريقيا فائزا بكأس العالم علينا أن نواصل اللعب في منتخبات بلداننا”.